في تطور لافت لتوترات البحر الأحمر المتفاقمة منذ اشتداد الحرب في قطاع غزة، أرسلت ألمانيا فرقاطة للدفاع الجوي إلى البحر الأحمر لتنضم إلى مهمة بحرية أوروبية ستنطلق قريبًا لحماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين.
واعتبر مسؤولون ألمان، أن مشاركة الفرقاطة الألمانية في المهمة تحدٍ مهم للغاية إذ غادرت فرقاطة هيسن للبحرية الألمانية صباح الخميس نحو البحر الأحمر. وقال قائد البحرية الألمانية، نائب الأميرال يان كريستيان كاك، للصحفيين في برلين، إن هذا بمثابة الالتزام الأكثر جدية لوحدة تابعة للبحرية الألمانية منذ عقود عدة
وأوضح كاك أن الفرقاطة هيسن التي أبحرت من ميناء فيل هلمسهافن، القاعدة الأكبر للبحرية الألمانية، يتألف طاقمها من 240 شخصًا وستكون في حال تأهب دائم.
وتستطيع الفرقاطة التعامل مع هجمات محتملة بصواريخ ومسيرات وزوارق انتحارية يتم التحكم فيها من بعد، وحتى الآن، تستمر مهمتها حتى نيسان/أبريل، ومن المقرر أن تصل إلى منطقة المهمة بحلول نهاية الشهر الجاري.
وأضاف أن ممرات التجارة البحرية الحرة هي أساس صناعتنا وقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وتابع: الوضع الراهن في البحر الأحمر يتسبب بالفعل في اضطراب الإمدادات وأجبر بعض الشركات على وقف الإنتاج، مردفًا أن أكثر من 90% من إجمالي البضائع تصل إلى أوروبا وألمانيا عن طريق البحر.
من جهتها وصفت رئيسة لجنة شؤون الدفاع بالبرلمان الألماني "بوندستاغ مشاركة الفرقاطة الألمانية "هيسن" لتأمين السفن التجارية بالبحر الأحمر بأنها نوع من التحدي.
وذكرت ماري-أغنس شتراك-تسيمرمان، لبرنامج مورغن ماغازين" بالقناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف): "يعد ذلك تحديًا، ولكنه مهم للغاية"، وأشارت إلى أنها عملية خطيرة.
وأوضحت أن الأمر يتعلق بالتصدي لأية صواريخ محتملة قادمة، وقالت: يمكن لهذه الفرقاطة القيام بذلك على نحو جيد للغاية"، وموضحة أن الجنديات والجنود تدربوا لأجل ذلك.
والفرقاطة هيسن التي يبلغ طولها 143 مترًا مجهزة بصواريخ مضادة للطائرات، وبحسب الجيش الألماني، يمكن للفرقاطة مراقبة مجال جوي بحجم بحر الشمال بأكمله من خلال استخدام رادارها الخاص؛ ومن ثمّ يمكن للصواريخ المضادة للطائرات أن يصل مداها إلى أكثر من 160 كيلومترًا، وإلى جانب الطاقم الأساسي وطائرتي هليكوبتر، هناك على متن الفرقاطة أطقم أخرى، من بينها فريق طبي.